النقد المعرفي لعلم العمران البشري: قراءة في مقدمة ابن خلدون(بقلم إدريس مقبول)

(ملخص)

يعتبر ابن خلدون واحدا من أكبر القامات المعرفية التي عرفها تاريخنا الفكري، وذلك لما خلفه من أثر كبير وفضل عظيم في تأسيس علم العمران البشري من جهة، وفي تأسيسه لمنهج نقدي للمعرفة عموما والمعرفة التاريخية خصوصا.

ولاشك أن تنظيراته في "المقدمة" شغلت الباحثين عبر تاريخ المعرفة العربية الإسلامية بما حملته من دقة في الملاحظات وإصابة في التوجيهات التي تعنى بقضية "النقد" المعرفي للمضمون التاريخي الذي ظل مركبا ذلولا لكثير من الأقلام التي كانت لا تفرق بين "المعرفة" و"الوهم"، بين "الحقائق" و"الأساطير"، بين "الوقائع" و"الأغراض".

        في هذه الورقة سنسعى لبيان المنهجية المعرفية لنقد "المعرفة التاريخية" عند ابن خلدون، وذلك من خلال كشفه لآثار وتأثيرات(النفس،السلطة،العلاقات،الثقافة،الفهم)، آثار التشيعات للآراء والمذاهب في تحريف "المعرفة" ونقل الأغاليط، وتأثير "السلطة" في توجيه "المعرفة" مما يستدعي تقصيا دقيقا وتمحيصا واعيا، بالإضافة إلى ما يعتري "المستهلكين" للمعرفة من "ثقة" عمياء في النقلة من دون فرز ولا تمييز، كما نبه إلى الاختلاط الذي يقع بين "الفهم" و"التأويل" و"الوقائع" بما يفضي إلى حالة من الضبابية والالتباس بين "النص" و"الفهم".

تم عمل هذا الموقع بواسطة